اعتذر لك بالنيابه عن البشر
كتبت:اميره سعيد
ايام عديده مرت وانا افكر كثيرا في صوره التقطتها عدسة الفنان المصور “ابو عبد الرحمن الَورداني” الذي جسد فيها كل معاني الانسانيه والرحمه والوفاء، لرجل بسيط يقبل يد كلب عاجز بمولد السيده زينب كما لو انه يخبره بمدي اسفه وتقديره واحترامه لكيونتنه ولشخصه الذي طالما كان وسيظل رمزا للوفاء والحب بدون مقابل، وبرغم انني قررت الا اكتب عن هذا الموضوع لذلك مر وقت ليس بطويل علي التقاط هذه الصوره الا انني لم استطيع كتمان مابداخلي اكثر من ذلك، ان هذا الرجل البسيط اعطي دروسا عظيمه للبشريه بأكملها من وجهة نظري، بداية من المسئولين حتي اصغر طفل بمصر وبالعالم، بينما تقضي وزارة الزراعه وهيئة الطب البيطري ايام وشهور في التفكير في كيفية القضاء علي الحيوانات الضاله وخصوصا “الكلاب” بابشع الطرق دون وجه حق، اعتذر هذا الرجل عن كل الظلم الذي تتعرضله هذه المخلوقات الضعيفه ، ان قبلة هذا الرجل جعلتني اشعر وكأن كل المشاعر التي بداخلي تجاه اي حيوان عاجز صحيحه و في مكانها الطبيعي، جعلني اشعر ان هناك اشخاص يشعرون بمعاناة هؤلاء الضعفاء، وان مايدعونه البعض ان كل من يشعر بالحيوانات ويحبهم هو من المرفهين خاطئ تماما، فهذا الرجل كان خير دليل علي ان الرحمه ليس لها اي صله بالمال ولا بالسلطه ولا بالمركز الاجتماعي، وبالرغم من ان هذه الصوره كانت حديث السوشيال ميديا الفترة الماضيه مابين مؤيد ومعارض الا انها ستظل اعظم صوره لسنة 2018 من وجهة نظري، لن تستطيع الاراء الرافضه لفكرة تقبيل يد كلب ان تقمع مشاعرنا، ان تحجب رحمة ربنا، وان توقف حبنا وشعورنا بالاخر، ان من يصنف الحيوانات علي اساس منشأهم وشكلهم هو نفسه من يصنف البشر علي اساس مركزهم، من لايرحم مخلوق ضعيف لن يرحم انسان يتكلم ويعبر عن ألمه، الراحمون يرحمهم الله، لذلك اشكر المصور المبدع صديقي العزيز”ورداني” علي توصيل هذه اللحظه الرحيمه لنا واتمني ان لا يلتفت الي الاراء الاخري، التي تحاول هدم كل ماهو جميل